العودة للصفحة الرئيسية

ميمونة بنت الحارث الهلالية
رضي الله عنها
هى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله.وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث، سيدة من أكرم سيدات مكة.اسمها "برة" إحدى أخوات أربع، قال (صلى الله عليه وسلم) عنهن: " الأخوات المؤمنات " . الأولى : شقيقة لها، هى أم الفضل، زوج العباس عم الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأول امرأة آمنت بالرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد خديجة، وهى التي ضربت أبا لهب بعامود فشجت رأسه وهو عدو الله ورسوله. والثانية: أسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب. والثالثة :سلمي بنت عميس زوج حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء . وكانت أمها أكرم عجوز لها أصهار كرام.
زواجها الأول
تزوجت برة من مسعود بن عمرو، ثم فارقها فتزوجها أبورهم بن عبد العزيز، ثم توفي عنها، فجعلت أمرها إلى أختها:أم الفضل وأسرَّت إليها ترغب في رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فكلمت أم الفضل زوجها العباس عم الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي كلم ابن أخيه محمداً (صلى الله عليه وسلم) فتزوجها على بعد عشرة أميال من مكة سنة ست من الهجرة، وغيَّر اسمها من "برة" إلى ميمونة، وأصدقها أربعمائة درهم.وأراد (صلى الله عليه وسلم) أن يتم زواجها منه بمكة، لأنه قد قارب نهاية المدة النصوص عليها في صلح الحديبية ولكن قريشاً رفضت، وخرج الرسول (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون من مكة، وتخلف أبو رافع مولي الرسول (صلى الله عليه وسلم) ليلحق به وهى في صحبته وعند مكان يسمى سرف – وهو مكان قريب من التنعيم- بنى بها (صلى الله عليه وسلم)، وسُميت "ميمونة" تيمنا بدخول المسلمين مكة لأول مرة بعد سبع سنين، وتحقق أمل ميمونة  بهذا الشرف الذي نالته. وهى أخر زوجة تزوجها (صلى الله عليه وسلم)، وكان الرسول في بيتها حين اشتد به الألم في مرض الموت، وسمحت له بالإنتقال إلى بيت عائشة.
منزلة ميمونة
تمتعت ميمونة بمنزلة عظيمة عند رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، وقد أسلم خالد بن الوليد لأنها خالته، وهو فارس قريش، ولقد دار حوار بينه وبين عكرمة بن أبي جهل نسجله هنا ليكون دليلا على بيان الحق الذي دعى إليه محمد (صلى الله عليه وسلم).... يقول خالد في جمع من المشركين : " لقد استبان لكل ذي عقل أن محمداً ليس بساحر ولا شاعر، وأن كلامه من كلام رب العالمين، فحقٌ على كل ذي لب أن يتبعه".ففزع عكرمة بن أبى جهل لما سمع ذلك ورد قائلا:"لقد صبأت يا خالد".
قال خالد: لم أصبأ ولكني أسلمت.
فقال عكرمة:والله إن أحق اى قرش ألا يتكلم بهذا الكلام لهو أنت.
قال خالد: ولم ؟
قال عكرمة:لأن محمداً وضع شرف أبيك حين جُرح وقتل عمك وابن عمك بدر، والله ما كنت لأسلم ولا أتكلم بكلامك يا خالد، أما رأيت أن قريشا يريدون قتاله؟
فقال خالد: هذا أمر الجاهلية وحميتها، ولكنني والله أسلمت حين تبين لي الحق.
وهو حوار طويل دار بينهما وخالد ليس بالهين، فهو الشجاع الكفء اللبيب، وقد تبين له الرشد من الغي بعد أن تزوجت خالته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولقد ازداد الإسلام قوة عندما اعتنقه خالد، لأنه هو من هو في تخطيطه الحربي وقيادته العسكرية، وتواضعه في غير ذلة، وانقياده لما يُوجه إليه من القائد.
وفاتها
عاشت "ميمونة" بعد الرسول عليه الصلاة والسلام قرابة خمسين سنة، وهى صوامة قوامة، تقية نقية، وتوفيت في السنة الحادية والستين بعد الهجرة في خلافة يزيد بن معاوية، وهى أخر من مات من أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) ولها من العمر ثمانون سنة، وقد أوصت أن تدفن "بسرف"، المكان الذي التقت فيه برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقد تم لها ما أرادت، وحُمِل جسمها إلى هناك حيث التقت بأخواتها السابقات من السيدات الكريمات أمهات المؤمنين .
فرضي الله عنها وألحقنا بها في منازل الأبرار والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.