سرارى النبي (صلى الله عليه وسلم)
بُعث النبي (صلى الله عليه وسلم) والاسترقاق منتشر في العالم أجمع. وقد جاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) برسالة تفك أسر الناس ومن قيود الذل والهوان والاتجاه إلى الخالق لأنه المعبود بحق، الخالق لكل شيء، ولم يكن من الحكمة أن يبدأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) بإبطال هذا الوضع مرة واحدة، لأن الناس درجوا عليه وألفوه، ولأنه يشكل ثقلا اقتصاديا خطيراً، ولكن التشريع في المجتمع الإسلامي يدعو الناس إلى أُخُوة ومحبة،لا تفاضل فيها بين أبيض وأسود، ورفع الإسلام قيمة الرقيق بما وضعه الرسول(صلى الله عليه وسلم) من مُثُل وقيم، ورفع من مستواهم الإجتماعي، وأذاب الفوارق بين الطبقات، من ذلك قوله (صلى الله عليه وسلم) : "إخوانكم خَوَلُكُم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم ويلبسه مما يلبس".
وقال(صلى الله عليه وسلم) " لا يقل أحدكم عبدى وَأَمَتِي، وليقل: فتاى وفتاتي وغلامي ". ثم إن الإسلام وضع منهجا لتحرير الرقيق لم تصل الإنسانية إلى مثله إلى يومنا هذا في أسسه القويمة وأهدافها المثلى، ودعا إلى فك الرقاب بطرق متعددة،كما أنه ضَيَّقَ من سبل الرق وحصرها في حالة الحرب الشرعية التي يأمر بها إمام المسلمين بمشورة "أهل الحل والعقد"، فكان من وقع أسيراً يعرض عليه: أما أن يدخل في الإسلام أو يدفع الفدية. وكان من بين الذين يقعون في الأسر بعض النساء، وكان المسلمون يأخذونهم للتسري بهن، فالقران الكريم يقول: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ النساء.
وذلك ليكنَّ أمهات أولاد شرعيين كسائر الأمهات الأحرار ، فإن الجارية التي تلد لسيدها تُعتق بموته ولا يجوز بيعها. وهذا يعطيها مكانة اجتماعية سامية، لأنها حصنت نفسها وضمنت رزقها مع حفظ كرامتها، والحكمة من وراء ذلك أن يكون لها كافل من الرجال في مجتمع ليس لها فيه قريب. الرسول هو القائد للجند في كثير من الغزوات التي وقعت بين المسلمين الذين يدافعون عن دينهم وعقيدتهم، ويردون العدوان عنهم من أعدائهم وأعداء دينهم ، وقد يكون من نصيبه(صلى الله عليه وسلم) بعض سبايا الحرب، فكان (صلى الله عليه وسلم) يعرض عليهن الإسلام، فان أسلمن تزوجهن رحمة وعطفا ، كما حدث لصفية بنت حيي وجويرية بنت الحارث، وتُهدى إليه بعض الرقيق، كمارية القبطية التي أهديت إليه من المقوقس.