العودة للصفحة الرئيسية

كان تللر
وهذه النصيحة التي أطلقها برنارد شو عن الإسلام ونبيه، تتفقه إلى حد كبير مع خطبة (المستر كان تللر) التي ألقاها في حفل كبير جامع، قال: "يمتد الدين الإسلامي الآن، من مراكش إلى أنقرة، ومن زنجبار إلى الصين، ويخطو في داخل أفريقيا- خطوات كبيرة، وتعتنقه أمم كثيرة، وقد خطا بنفسه وثبتت قدمه في الكونغو التي صارت بلدا إسلاميا (وبخاصة السودان وهى أشد بلاد الكونغو بأساً).
أما في الهند فإن التمدن الغربي- الذي كان يهدم أركان الوثنية – يمهد الطريق للدين الإسلامي لا غير؛ فأهل الهند البالغ قدرهم 255 مليون نسمة منهم الآن (50 مليون مسلم، وسكان أفريقيا بأجمعهم، أكثر من النصف منهم مسلمون، وهذا يدل على أن الإسلام في تزايد وانتشار".
ثم استطرد يقول:
"لقد أفاد الإسلام التمدن أكثر من النصرانية، ونشر راية المساواة والأخوة، وهذه الأدلة نذكرها نقلا عن تقارير الموظفين الإنجليز، وعما كتبه أغلب السياح من النتائج الحسنة التي نتجت من الدين الإسلامي، وظهرت آياتها منه، فإنه عندما تتدين به أمة من الأمم السودانية تختفي بينها – في الحال- عبادة الأوثان، واتباع الشيطان، والإشراك بالعزيز الرحمن، وتحرم أكل لحم الإنسان، وقتل الرجال ووأد الأطفال، وتضرب عن الكهانة، ويأخذ أهلها بأسباب الإصلاح وحب الطهارة، واجتناب الخبائث والرجس والسعي نحو إحراز المعاني، وشرف النفس.
ويصب عندهم إكرام الضيف من الواجبات الدينية وشرب الخمر من الأمور البغيضة، ولعب الميسر والأزلام محرما، والرقص القبيح، ومخالطة النساء- اختلاطا دون تميز- بغيضا ويحسبون عفة المرأة من الفضائل، ويتمسكون بحسن الشمائل.
أما الغلو في الحرية والتهتك وراء الشهوات البهيمية – فلا تجيزه الشريعة الإسلامية: والدين الإسلامي، هو الدين الذي يعمم النظام بين الورى، ويقمع النفس عن الهوى، ويحرم إراقة الدماء، والقسوة في معاملة الحيوان ، ويوصي بالإنسانية، ويحض على الخيرات والأخوة.