العودة للصفحة الرئيسية

اللورد هيدلي:
رسالة محمد فى نظر ( اللورد هدلى )
يقول ( اللورد هدلى ) : رسالة محمد رسالة إلهية صادقة ، لا ريب فيها هدى للمتقين ، أوحى الله بها إليه ، فجاءت مخففة لصرامة أحكام التوراة ، مكملة لكتاب المسيح . كان محمد داعياً إلى الرحمة والعدل  ، والكرم والشجاعة ، والصبر على المكاره ، والصدق والأمانة ، يعتقد أن الدين هو أقرب الأشياء إلى العقل ، إلى الطبيعة ، وأن الإنسان ما هو إلا مظهر من مظاهر الله ، وكان غيوراً متحمساً ، وكانت غيرته وتحمسه لغرض نبيل ، ومعنى سام" .
كانت ولادة محمد مولد حضارة جديدة ، وضعت للناس أسساً قوية لحياة سعيدة . وكانت مظهراً كريماً لإعلاء الكرامة الإنسانية ، والسمو بالإنسان فى هذا الوجود ، ونبذ كل عبودية لغير الله ، وتحريم الخضوع لغير الحق عز وجل .
كانت قبساً قويا من النور ، أضاء جوانب العالم المظلم ، فهزمت جيوش الظلم ، وقيدت عروش المستبدين . بعثه الله نبياً ورسولا وهادياً ، فدعا إلى الأخوة والحرية والعدالة ، والمساواة ، " والديمقراطية " ، والتشاور فى الأمر ، والمحبة والمودة ، والعمل والسعى لكسب الرزق ، والعطف على الفقير والمسكين ، وإعطاء السائل والمحروم ، ومراعاة حقوق الجار، والأمانة.
كان لإسلام اللورد هيدلي، ضجة كبيرة – لمركزه، ولما يعلمه فيه عارفوه، من نضج في التفكير، وترو في الأمور.

كيف أسلم اللورد هيدلي؟
ما هي العوامل التي دعته إلى اعتناق الإسلام؟
إننا في الصفحات التالية سنذكر جملة من النصوص ترشد القارئ إلى سبب رفضه المسيحية وإلى سبب إسلامه، وإلى تصوره لكثير من وجهات النظر الإسلامية.
يقول اللورد:
"عندما كنت أقضي- أنا نفسي- الزمن الطويل من حياتي الأولى في جو المسيحية، كنت أشعر دائمًا أن الدين الإسلامي: به الحسن، والسهولة، وأنه خالى من عقائد الرومان والبروتستانت!!
وثبتني في هذا الاعتقاد، زيارتي للشرق التي أعقبت ذلك، ودراستي للقرآن المجيد...".
له الله.. لكم تألم وقاسي في سبيل وصوله إلى الحق.
استمع إليه يقول:
"فكرت وصليت أربعين سنة، كي أصل إلى حل صحيح.
ويجب أن أعترف أيضًا أن زيارتي للشرق ملأتني احتراما عظيمًا للدين المحمدي السلس الذي يجعل الإنسان يعبد الله حقيقة طول مدة الحياة، لا في أيام الآحاد فقط".
ويرى أن الإسلام هو الدين العالمي حقًا:
" أيمكن إذن أن يوجد دين يمكن العالم الإنساني من أن يجمع أمره على عبادة الله الواحد الحقيقي، الذي هو فوق الجميع، وأمام الجميع طريقة سهلة خالية من الحشو والتلبيك؟
فكر لحظة- وذلك تفكير لازم لكمال البشر في الحقيقة- إنه إذا أصبح كل فرد في الإمبراطورية الإنجليزية محمديًا حقيقيًا، بقلبه وروحه، أصبحت إدارة الأحكام أسهل من ذلك، لأن الناس سيقادون بدين حقيقي".
وها هو ذا يعبر عن الشكر حينما هداه الله:
"روح الشكر هى خلاصة الدين الإسلامي، والابتهال أصل في طلب القيادة والإرشاد من الله.
إنه وإن كان شكري لله على كرمه وعنايته، كان متأصلاً فيّ، من صغري، فإنني لا أستطيع أن أشاهد ذلك من خلال السنين القليلة الماضية، التي قرع فيها الدين الإسلامي لبي حقًا، وتملك رشدي صدقًا. وأقنعني نقاؤه، وأصبح حقيقة راسخة في عقلي وفؤادي، إذ التقيت بسعادة وطمأنينة ما رأيتهما قط من قبل، كما أستنشق هواء البحر، الخالص النقي. وبتحققي من سلاسة وضياء وعظمة الإسلام ومجده، أصبحت كرجل فر من سرداب مظلم، إلى فسيح من الأرض تضيئه شمس النهار".
ومما يذكر من تعاليم الإسلام مشيدًا به:
"ليس هناك في الإسلام إلا إله واحد، نعبده ونتبعه، إنه أمام الجميع، وفوق الجميع، وليس هناك قدوس آخر نشركه معه، إنه لمن المدهش حقًا أن تكون المخلوقات البشرية ذوات العقول والألباب على هذا القدر من الغباوة فيسمحون للمعتقدات والحيل الكهنوتية أن تحجب عن نظرهم رؤية السماء، رؤية ربهم القهار، المتصل دومًا بكل مخلوقاته، سواء كانوا عاديين، أو أولياء مقدسين.
ليس غرضي الرئيسي أن أهاجم أي فرع معين من فروع الديانة، لأبين جلال وسلاسة الديانة الإسلامية، التي هى خالية في نظر الكاتب المنصف من العوائق الظاهرة جليًا في كثير من الديانات الأخرى..".


ولقد افترى كثيرون على الإسلام، وها هو ذا يرد على افتراءاتهم:
"ليس في وسع الإنسان، في الحقيقة إلا أن يعتقد أن مدبجي وناسجي هذه الافتراءات، لم يتعلموا، حتى ولا أول مبادئ دينهم، وإلا لما استطاعوا أن ينشروا في جميع أنحاء العالم، تقارير معروف لديهم أنها محض كذب واختلاق.
إن تعاليم القرآن الكريم، قد نفذت ومورست في حياة محمد الذي – سواء في أيام تحمله الألم والاضطهاد، أم في زمن انتصاره ونجاحه- أظهر أشرف الصفات الخلقية التي لا يتسنى لمخلوق آخر إظهارها.
فكل صفات الصبر والثبات في عصره كانت ترى في أثناء الثلاث عشرة سنة التي تألمها في مجاهداته الأولى بمكة، ولم يشعر في كل زمن هذا الجهاد بأي تزعزع في الثقة بالله، وأتم كل واجباته بشمم وحمية.
كان، صلى الله عليه وسلم مثابرًا، ولا يخشى أعداءه، لأنه كان يعلم بأنه مكلف بهذه المأمورية من قبل الله، ومن كلفه بهذا العمل لن يتخلى عنه.
لقد أثارت تلك الشجاعة التي لا تعرف الجفول- تلك الشجاعة التي كانت حقًا إحدى مميزاته وأوصافه العظيمة – إعجاب واحترام الكافرين، وأولئك الذين كانوا يشتهون قتله.. ومع ذلك فقد انتبهت مشاعرنا، وازداد إعجابنا به بعد ذلك في حياته الأخيرة، أيام انتصاره بالمدينة، عندما كانت له القوة، والقدرة على الانتقام، واستطاعته الأخذ بالثأر ولم يفعل، بل عفا عن كل أعدائه.
العفو والإحسان والشجاعة، ومثل هاتيك الصفات، كانت ترى منه في كل تلك المدة، حتى إن عددًا عظيمًا من الكافرين اهتدوا إلى الإسلام عند رؤية ذلك.
عفا بلا قيد ولا شرط عن كل هؤلاء الذين اضطهدوه وعذبوه، وعفا عن ألد أعدائه، عندما كانت حياتهم في قبضة يده، وتحت رحمته..!!
تلك الأخلاق الربانية التي أظهرها النبي الكريم، أقنعت العرب بأن حائزها يجب ألا يكون إلا من عند الله، وأن يكون رجلا على الصراط المستقيم حقًا، وكراهيتهم المتأصلة في نفوسهم: حولتها تلك الأخلاق الشريفة إلى محبة وصداقة متينة".
محمد المثل الكامل:
"نحن نعتبر أن نبي بلاد العرب الكريم، ذو أخلاق متينة، وشخصية حقيقية وزنت واختبرت في كل خطوة من خطى حياته، ولم ير فيها أقل نقص أبدًا.
وبما أننا في احتياج إلى نموذج كامل يفي بحاجاتنا في خطوات الحياة، فحياة النبي المقدس تسد تلك الحاجة.
حياة محمد: كمرآة أمامنا تعكس علينا التعقل الراقي، والسخاء والكرم، والشجاعة والإقدام، والصبر والحلم، والوداعة والعفو، وباقي الأخلاق الجوهرية التي تكون الإنسانية. ونرى ذلك فيها بألوان وضاءة... خذ أي وجه من وجوه الآداب وأنت تتأكد أنك تجده موضحًا في إحدى حوادث حياته.
ومحمد وصل إلى أعظم قوة، وأتى إليه مقاوموه ووجدوا منه شفقة لا تجاري، وكان ذلك سببا في هدايتهم ونقائهم في الحياة". !! رحم الله اللورد هيدلي، وجزاه عن الإسلام خير الجزاء..