العودة للصفحة الرئيسية

عظمة محمد في إصلاح المجتمع الإنساني الفاسد: في نظر(الفرد مارتين):
لم يتعصب" الفرد مارتين" كما تعصب غيره من بعض رجال الدين، فاعترف بما تركه محمد من آثار خالدة في الحضارة الإسلامية، والنهوض بالنظم الاجتماعية، حيث قال في كتابه:" أكبر زعماء الدين في الشرق": " إن تاريخ الديانات لا يتضمن أعظم من الطريقة التي سار عليها محمد لإصلاح الأوضاع الفاسدة، وتغيير النظم الاجتماعية في جزيرة العرب. ومما يجدر ذكره بالإعجاب والتقدير أن الديانة اليهودية والدين المسيحي والعرب لم يتمكنوا في القرون الوسطي من رفع مستوى الحياة والمعيشة، والقضاء على الفساد المنتشر في البلاد العربية في ذلك الحين كما فعل محمد. والحق أن محمدا- بما قام به من الإصلاحات والتشريعات، وما نشره من المدنية والإسلامية، والحضارة الرائعة، والنظم الاجتماعية – قد أدى أكبر خدمة انسانية للعالم كله، لا لجزيرة العرب وحدها".
فحمد العظيم قضى على ما كان من الربا ولعب الميسر، وشرب الخمر، ووأد البنات، قتل الأولاد خشية الفقر، واستعباد الضعفاء، وظلم الفقراء، وأعطى المرأة حقوقها، وأنصف المظلومين وأحسن إلى المحرومين، وحرر العبيد والأرقاء، وكرم الإنسانية .
والحق أنه لا يستطيع أحد أن ينكر أن الفوضى قد انتشرت في القرنين الخامس والسادس من الميلاد، وانتشر الضلال، وعم الفساد، واشتد النزاع والقتال بين القبائل لأتفه الأسباب، ولم يكن هناك قانون يردع المعتدى أو يزجر الظالم، فَقُضِىَ على النظام،وزال الأمن، وكثر النهب والسلب، واعتدى القوى على الضعيف، واستعبد الغني الفقير، وانهارت حضارة القدماء، وضاعت حقوق الإنسانية، وحلت الوحشية محل المدنية، واختفت الفضيلة، وظهرت الرذيلة، وانهارت أسس الأخلاق.ولم تؤد اليهودية ما ينتظر منها من إصلاحات لما انتشر حولها من مفاسد. ولم تقم المسيحية بما يجب عليها من العمل للوحدة والاتحاد، بل انقسمت إلى طوائف متعددة، وأخذت كل طائفة تحاول تدمير الأخرى. فكان العالم كله مملوء بالأخطار وعوامل الفساد، والمظالم.
وفي ذلك الوقت احتاج العالم منقذ لينقذه من الشرور والآثام، مصلح ليقضي على كل رذيلة، ورسول ليرشد الضالين، ويهدى الآثمين، ويرشدهم إلى الصراط المستقيم . وهنا ظهر محمد العظيم، الذي أرسله الله رحمة للعالمين، بشيرا ونذيرا، وهاديا إلى الله بإذنه، وسراجا منيرا.