يقول " سيروليام موير فى كتابه "سيرة محمد" صلى الله عليه وسلم امتاز محمد بوضوح كلامه ، ويسر دينه ، وأنه أتم من الأعمال مايدهش الألباب ، فلم يشهد التاريخ مصلحاً أيقظ النفوس ، وأحيا الأخلاق ، ورفع شأن الفضيلة فى زمن قصير ، كما فعل محمد صلى الله عليه وسلم . ولاعجب فمحمد صنع أمة ملأ ذكرها التاريخ ، وأحيا قوماً كانوا جُفاةً بداةً ، ليس لهم حظ من علم ، فملئوا الأرض علما ونوراً وعرفانا ، وأدهشوا الأمم العريقة فى الحضارة ، الراسخة القدم فى العمران .
التشريعات المحمدية:
قال ( السير ويليام موير ) في كتابه:" حياة محمد":" لقد كانت تعليمات محمد قليلة وبسيطة ، ولكنها أنتجت ثمارا عظيمة". والحق أن التشريعات المحمدية منظمة كاملة ، دقيقة منطقية، لم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها وبينتها بكل دقة . إن بساطة التعليمات الإسلامية تتحقق في سهولة الإسلام ويسره، فالله لا يكلف الإنسان فوق طاقته ووسعه . وهذه هى العظمة الإسلامية ."لا يكلف الله نفسا إلا وسعها".
وقد أنتجت هذه المبادئ والإرشادات ثمارا رائعة وأثرا خالدا، ويكفي أنها أثمرت خير أمة أخرجت للناس ، هى الأمة الإسلامية التي انتصرت على إمبراطورية الرومان، وإمبراطورية الفرس، وقادت العالم في الحضارة والمدنية، والعلوم والآداب والفنون، ونشرت (الديمقراطية) والحرية والإخاء والمساواة، والعدالة الاجتماعية ، وقضت على التفرقة العنصرية، والظلم والعبودية، ونادت بتلك المبادئ الإنسانية والمثالية "إن أكرمكم عند الله أتقاكم ". ." لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى". وأعطت الفقراء حقوقهم كاملة، وحررت المرأة، ووضعتها في منزلتها اللائقة بها، ونشرت التعليم وشجعته بكل وسيلة من الوسائل حيث قال الرسول :"طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" وحافظت على رعاية اليتامى والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان.