روح العروبة وروح الاسلام:
كشفت غزوة حنين والطائف وبخاصة فى أحداثها الأولى عند تراجع المسلمين, كشفت عن روح عربية طيبة انطلقت من صفوان بن أمية - وكان لم يدخل الإسلام بعد- وروح اسلامية عالية كشف عنها عكرمة بن أبى جهل.
ففى حال تراجع المسلمين فى مطلع الغزوه قال أخ لصفوان بن أمية لم يتعمق الإسلام فى قلبه: الأن بطل السحر فأجابه أخوه صفوان: اسكت فض الله فاك, والله لأن يسودنى رجل من قريش خير من أن يسودنى رجل من هوازن.
وفى نفس فترة التراجع مرَّ رجل بعكرمة فقال فى غبطة: أبشر ياعكرمة فهزيمة محمد لا تُجبَر.
قال عكرمة: لا, إن هُزم الآن فالنصر آت لا محالة فسمعه سهيل بن عمرو فقال له: إن عهدك يا عكرمة بالخلاف مع محمد ليس بالبعيد, فكيف تتمنى النصر وتوقن به؟
قال عكرمة: والله يا أبا يزيد إنا كنا على غير هدى, وعقولنا ذاهبة, فكيف نعبد حجراً لا يضر ولا ينفع؟
وهكذا كانت الروح الاسلاميه قد غمرت حتى حديثى العهد بالإسلام.