حفصة بنت عمر:
كانت حفصة بنت عمر متزوجة من خنيس بن حذافة السهمى واستُشْهِد فى غزوة بدر، وكان حديث الزواج بحفصة بنت عمر، وترملت حفصة فى الثامنة عشرة من عمرها.
وأشفق عمر على ابنته الشابة من هذه الصدمة، وشغله أن يخفف مأساتها بأن يزوجها رجلا يخفف عنها بلاءها.
وكان من عادة العرب أن يخطبوا لبناتهم، فتقدم عمر يعرض ابنته على عثمان بن عفاف الذى كان قد فقد حديثاً زوجته رقية بنت الرسول r ، ولكن عثمان لم يقابل هذا العرض إلا بالصمت، فتأثر عمر بذلك وذهب إلى أبى بكر يشكو عثمان وفى نفس الوقت يرجو أن يقدم ابنته إلى أبى بكر، ولكن أبا بكر قابل هذه العرض بالصمت أيضاً.
وذهب عمر للرسول يشكو إليه صاحبيه، وتحرك الجانب الإنسانى فى الرسول وقال: يتزوج ابنتك من هو خير لها من هذا وذاك.
وأدرك عمر أنه يقصد بذلك نفسه فهلَّل وكبَّر، وزُفت حفصة لرسول الله، وضم الرسول لنفسه بهذا أرملة أخرى بالإضافة إلى زينب بنت خزيمة أرملة عبيد الله بن الحارث أحد شهداء بدر أيضاً، والأرملتان كانتا عروسين فى مطلع حياتهما الزوجية والاثنتان فقدتا زوجيهما شهيدين فى معركة بدر واتسع لهما بيت الرسول وقلبه.