بعد رحلة الطائف:
عانى الرسول r عناء شديدا فى رحلته للطائف التى قام بها يدعو للإسلام خارج مكة بعد أن يئس من أهل مكة، وهو يصور ذلك العناء عندما سألته السيدة عائشة يوم أحد قائلة: هل أتى عليك يوم كان أشق من يوم أحد، فأجاب: نعم، يوم الطائف إذ عرضت نفسى على عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يقبل دعوتى، ثم لا حقنى السفهاء والصبيان وأمطرونى بالحجارة حتى دميت قدمى، وانطلقت وأنا مهموم حتى وصلت "قرن الثعالب" فرفعت رأسى وإذا جبريل يقول لى: إن الله رأى ما نزل بك، وسمع دعاءك على الظالمين، وقد بعث لك ملك الجبال لتأمره بما شئت، وانطلق ملك الجبال يقول للرسول: تستطيع أن تأمرني بأمرك، إن شئت أطبقتُ عليهم الجبال، وإن شئت خسفتُ بهم الأرض، فقال الرسول r : لا، إنى أرجو أن يخرج الله تعالى من أصلابهم من يعبده وحده لا شريك له.
وكان موقف الرسول استجابة للجانب الإنساني الذي غمره.