العودة للصفحة الرئيسية

أسرى بدر:
وأوذى الرسول r فى مكة إيذاء شديداً هو وصحبه كما هو معروف، وهاجر إلى المدينة هو والمسلمون تاركين ديارهم وأموالهم، ولكن قريشاَ لاحقتهم بالمدينة تريد أن تقهرهم فى موطنهم الجديد كما قهرتهم فى موطنهم الأصيل (مكة)، ودارت رحى الحرب فى بدر، وكان النصر للمسلمين فقُتل من المشركين حوالى سبعين وأُسِر سبعون، وقُيِّد الأسرى وسيقوا إلى حيث يريد المسلمون.
وبينما كان المسلمون راجعين بأسراهم إلى المدينة تحركت عاطفة الإنسانية عند الرسول r ، فأمر بتخفيف القيود عن الأسرى والإحسان إليهم، مع أن فيهم من كانوا قساة على المسلمين فى مواطن مختلفة.
ويحكى أحد الأسرى قائلاً: كنت فى رهط من الأنصار حين أقبلوا بى من بدر، فكانوا إذا قدَّموا غذاءهم وعشاءهم، خصونى بالخبز وقنعوا بالتمر والماء لوصية رسول الله إياهم بنا.
وبدأ حساب الأسرى فاستشار الرسول أصحابه فيما يفعل بهم، فقال عمر: يا رسول الله أخرجوك وكذبوك وطاردوك، فمر بهم أن تضرب أعناقهم، وقال عبد الله بن رواحة الأنصاري: انظر واديا كثير الحطب فأدخلهم فيه، ثم أضرمه عليهم نارا.
وقال أبو بكر: يا رسول الله قومك وأهلك، استَبْقِهم لعلّ الله أن يتوب عليهم.
وجاء الجانب الإنسانى فى الرسول صلوات الله وسلامه عليه فرجح رأى أبي بكر، وقبل الرسول الفداء من الأسرى، وكان فداء من يعرف القراءة أن يعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة.