العودة للصفحة الرئيسية

إنسانية عثمان بن طلحة:
شاعت إنسانية الرسول حتى احتذى به بعض أصحابه كما قلنا، ولكن سماحة هذا الخلق لم تقف عند الصحابة فتعدته إلى بعض المشركين الذين كان فى نفوسهم قبس من النور، كأولئك الذين تجمعوا من المشركين على نقض صحيفة المقاطعة، ومن هؤلاء عثمان بن طلحة قبل إسلامه، فيروى أن أم سلمة (هند بنت زاد الركب) عندما أرادت أن تهاجر للمدينة مع زوجها أبي سلمة، أركبها زوجها هى وولدها سلمة بعيرا وخرج يقود البعير، ولكن قومها خرجوا وأخذوا زمام البعير من أبي سلمة وقالوا: لا نترك ابنتنا تسير إلى حيث لا نعرف، اذهب أنت وحدك إذا أردت، فأراد أن يأخذ ابنه ولكن قوم زوجته أمسكوا بذراع الولد وجذبوه من أبيه قائلين: الولد يبقى مع أمه فانخلع كتف الولد من الجذب، وسار أبو سلمة وحده، وبقيت أم سلمة تبكى فراق زوجها وآلام ابنها، وبعد فترة توسط بعض الناس وقالوا لأهل الزوجة: اتركوا الزوجة والابن ليسافرا إلى رجل الأسرة فوافقوا بعد تردد.
وخرجت أم سلمة وحيدة راكبة جملها، وكان الطريق وعرا، والوقت ليس من الأشهر الحرم، ومعنى هذا أنها قد تتعرض لما تكره، وبينما هى على هذه الحال فى أول الطريق إذ ظهر لها عثمان بن طلحة وكان يعرف الأسرة وسألها إلى أين يا أم سلمة ؟ فقالت: إلى يثرب.
فدفعته الانسانية إلى مساعدتها فأخذ زمام الجمل وقاده لها حتى أشرفت على نخيل يثرب وقال لها :زوجك هنا والطريق الآن آمنة،وعاد عثمان إلى مكة.