الرسول ومالك بن عوف:
بنو ثقيف هم سكان الطائف أخصب مناطق الحجاز وأرقها هواء وأكثرها خيراً وزرعاً, وسكانها قوة يُعمل حسابها, وانضمت لهم هوازن بقبائلها المتعددة والتي تسكن بين مكة والطائف, واختاروا مالك بن عوف قائداً لجيش عظيم من ثقيف وهوازن, وكان اللقاء فى "منطقة حنين" وسار لهم الرسول فى جيش كبير به عدد من القرشيين لأول مرة, وكان تجمع المسلمين مع قريش من دواعى الفخر والعجب, وكانت اهتمام الجيش الاسلامى بجموع هوازن وثقيف إهتماماً غير كبير, وفوجيء المسلمون وهم يسيرون فى واد ضيق فى طريقهم للموقع الذى ستدور به المعركة, فوجئوا وهم يسيرون آمنين بجيش الأعداء الذى سبقهم إلى ربوة تطل على الوادى وألقى عليهم وابلاً من الحجارة والنبال, ففر عدد كبير من هول المفاجأة وبخاصة من أولئك الذين دخلوا الإسلام حديثا قبل أن يغمر نور الإسلام قلوبهم, وهذا الحدث يسجله القرآن الكريم فى الآية "ويوم حنين اذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا, وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين". (سورة التوبة الآية 25)
ووقف الرسول كالطود الشامخ وأخذ العباس ينادى المسلمين المتراجعين وعاد هؤلاء وبدأت بعد ذلك معركة سريعة انتصر فيها المسلمون انتصاراً حاسماً وسقط عدد من الأعداء قتلي وأسري واستولى المسلمون علي أموالهم غنائم حرب, وفر مالك بن عوف إلى الطائف واحتمى بها وحاصر المسلمون الطائف فتره ثم تركوها وهى تترنح.
وقال الرسول: لو جائنى مالك بن عوف مؤمناً لرددت عليه ماله وآله, وكانت هذه نفحة انسانية عالية.
وجاء مالك مسلماً ورد الرسول صلى الله عليه وسلم له ماله وآله.