فدية سلمان الفارسى:
سلمان رجل فارسى الأصل، طاف فى الأرض يبحث عن الحق، عرف المجوسية واحتقرها، وعرف الوثنية وازدراها، وعرف المسيحية ورفض الثالوث، وأن يكون للإله ابن، وأن يستطيع قسيس أن يغفر ذنوب البشر، وعرف اليهودية وسخط أن يكون هناك شعب مختار له امتياز على باقى البشر.
هذا من ناحية الدين، ومن ناحية الحرية والرق، فقد أخذه بعض الأعراب وهو فى الصحراء بدون حماية وفرضوا عليه الرق وباعوه فى سوق النخاسة لرجل يهودى.
وأسلم سلمان بعد الهجرة وكان يخفى إسلامه عن سيده اليهودي، ولما ظهر للرسول نبوغه وحيلته فى الخندق، أراد الرسول أن يساعده فطلب منه أن يكاتب سيده على فدية، وبالغ سيده فى الفدية مبالغة واسعة، فقد طلب منه أن يغرس له ثلثمائة نخلة يشتريها ويغرسها وتخضَّر، كما طلب قدرا من الذهب يزن عدة
أوقيات.
وعرف الرسول r ذلك فاتجهت إنسانيته لمساعدة سلمان وتقدم الرسول للمسلمين يطلب منهم أن يساعدوا أخاهم سلمان بعدد من غراس النخل، واستطاع سلمان أن يجمع العدد المطلوب.
وتقدم الرسول إليه أن يحفر حفرا لهذه النخلات (الفسيلات)، ثم تقدم بيده الشريفة فغرسها واحدة إثر واحدة، وأخضرت جميعا ببركة يده الكريمة.
ووجد أحد المسلمين كنزاً من الذهب مثل البيضة فأحضره للرسول فاستأذن الرسول المسلمين أن يهبوا هذه البيضة لسلمان ليوفى بالتزاماته لسيده فوافقوا، وبارك الله فى هذه البيضة الذهبية فكان ثقلها أكثر من المطلوب.
إنه الجانب الإنسانى الذى دفع الرسول لرعاية سلمان وتحريره من العبودية.