العودة للصفحة الرئيسية

الرسول وعبد ياليل:
عبد ياليل هو زعيم الطائف التى لجأ لها الرسول قبل الهجرة ولكنها أساءت إليه وأغرت الصبيان بالعدوان عليه.
وبعد غزوة حنين والطائف جاء الدور لتركع الطائف، فقد حاصرها المسلمون حصاراً مباشراً حولها، وحاصروها حصاراً غير مباشر، أى من بعيد، بحيث لا يسلم على نفسه أى رجل منها إن خرج، ولا يسلم وافد لها من الخارج، وأدركت الطائف ألا قبل لها بذلك فدبرت أن تصطلح مع الرسول، فأرسلت له وفداً برياسة عبد ياليل هذا الذى كان فى يوم من الأيام قاسياً على الرسول، ودار الزمن فجاء يستجديه ويطلب حسن الصلة به، والعرب يقولون فى هذا المعنى:
لا تعاد الضعيف علك أن.... تركع يوما والدهر قد رفعه
ووصل وفد عبد ياليل إلى المدينة المنورة وبدأت المفاوضة، وكان الجانب الساعى للصلح يريد أن يضع للصلح شروطا، وذلك وضع يخالف طبيعة الأحوال فالجانب الضعيف لا يمكن أن يفرض أو يعرض شروطاً، ولكن بقية من كبرياء كانت عند عبد ياليل فاشترط ما يلى:

  1. أن تُترَك لهم آلهتهم "اللات" فترة من الزمن دون تدمير.
  2. أن يُعفَوا من الصلوات.

وقال الرسول لهم: لا إسلام مع الوثنية، ولا إسلام بدون صلاة، وبعد حوار استسلموا وتنازلوا عن الشرطين وأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم لهم المغيرة بن شعبة "الثقفي وهو منهم ومعه أبو سفيان بن حرب فدمرا "اللات" وسويا بها الأرض واستولى المسلمون على كنوز كانت مع "اللات".
ودخلت الطائف الإسلام بعد فتح مكة ببضعة شهور، وغفر الرسول بإنسانيته قسوة عبد ياليل وغطرسته عندما وفد الرسول لهم.