من أخلاق الرسول التى يجب أن تحتذى:
قال أنس بن مالك: خدمت رسول الله منذ دخل المدينة حتى لقى ربه، وأشهد أنه ما قال لى خلال ذلك: أف. وما قال لى لشيء فعلتُه: لم فعلتَه؟ ولا لشيء تركته: لم تَركته؟.
ويقول أنس: كان الرسول أحسن الناس خُلُقاً، يتعاطف مع الصغار ويحنو عليهم، ويداعبهم، ويعطيهم من قلبه وحنانه كما يعطى الكبار وأكثر.
ويقول أنس: وكان رسول الله حسن العشرة مع الناس جميعا يؤلف الناس ولا ينفِّرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، فإذا أخطأ أخذ بيده ورحمه وعفا عنه.
وكان يقول: ارحموا عزيز قوم ذل، وإذا لم تَسَعْ إنسانا بمالِك فسعه بخلقك، فإنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم.
وكان رسول الله يتفقد أصحابه جميعا، ويعطى كل جليس منهم حقه، ولذلك كان أي جليس يظن أنه أكرم عند رسول الله من غيره، وهو يصبر على جليسه حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لا يرده إلا بها، فإن لم يستطع فبكلمة طيبة.
وكان رسول الله فى بيته يعمل فى مهنة أهله، ينظف البيت، ويخصف النعل، ويحلب الشاة، ويأكل مع الخادم، وطحن بالرحى معه.
ويعلف البعير ويعالجه إذا أصيب، ويحمل بنفسه ما يشتريه من السوق، ويصافح الغني والفقير، ويجيب دعوة الحر والعبد، ولا يُحَقِّر ما دُعِى إليه ولو إلى حَشَف تمر، وكان يكره أن يقوم له أصحابه.
ولما فتح الله عليه مكة دخلها متواضعاً، وطأطأ رأسه حتى كاد يبدو كالراكع.
وكان يردف الصبيان خلفه ويجالس الفقراء، ويعود المساكين، ويرفض أن يثنى عليه أحد، ويقول لا تطرونى كما أطرت النصارى المسيح بن مريم، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة وأراد أبو هريرة أن يحمل سراويل اشتراها الرسول صلى الله عليه وسلم من السوق، فقال الرسول: صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله.
وارتعدت امرأة رأت الرسول لأول مرة فقال لها: يا مسكينة عليك السكينة.