العودة للصفحة الرئيسية

غزوة الخندق والمستشفيات فى الإسلام:
تحدثنا من قبل عن خروج بني النضير من المدينة المنورة ونزولهم فى "خيبر" فى الشمال من الجزيرة العربية، وأصبحت خيبر بذلك موطن خطر على الإسلام والمسلمين لمكانة اليهود بها ثم لانضمام بني النضير إليها، وقد عمل هؤلاء اليهود على تجميع القوى المناوئة للإسلام فى جبهة واحدة للقضاء عليه، ولذلك سميت هذه الغزوة "غزوة الأحزاب" إذ شملت يهود خيبر وشملت قريشا وغطفان وكنانة وجموع أسد وسليم.
وواجه المسلمون هذا الزحف بحفر خندق يحمى المدينة من المهاجرين، ووقف المسلمون خلف الخندق يحمونه ويدفعون عنه من يحاول تخطيه.
واستعمل المهاجرين والمدافعون النبال إذ لم يتم لقاء بين الطرفين.
والحديث عن غزوة الأحزاب وغدر بنى قريظة حديث طويل كتبناه بإفاضة فى موطنه. والذى نريد أن نقوله هنا مرتبطا بجانب الإنسانية فى الرسول r ، هو أن بعض المسلمين سقطوا جرحى من النبال، وكان الرسول شديد الرغبة فى دوام الاتصال بالجرحى جميعا، ولذلك لم يسمح أن يعود كل جريح إلى بيته، بل أقام خيمة فى مسجده ليُجْمَع فيها الجرحى، ووكل بهم من يُضمِّد جراحهم ممن لهم خبرة فى هذا الشأن، وكان يزورهم من حين لآخر ويواسيهم، ويقول لهم: دماء فى سبيل الله أريقت، وكان سهره على الجرحى وعنايته بهم صورة طيبة من إنسانيته العالية، وكانت هذه الخيمة والإشراف على الجرحى مطلع ظهور المستشفيات فى الإسلام أو فى العالم كله.