العودة للصفحة الرئيسية

الصلاة
أتى رسول الله e ، على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر وكلما رضخت عادت كما كانت. لا يفتر عنهم من ذلك شىء.
فقال: ما هذا يا جبريل؟
قال: هؤلاء الذين تتثاقل رءوسهم عن الصلاة المكتوبة.
...أتى دور الفروض الدينية، وبدأت هذه الفروض بالصلاة. والصلاة هى الركن الثانى فى الإسلام، إن منزلتها ومنزلة ما عداها، إنما يأتى بعد الإيمان بالله وبرسوله.
أتى دور الفروض الدينية، وإن لم تكن قد فرضت بعد: ذلك أن الرحلة المباركة ترسم الماضي والحاضر والمستقبل، إنها ترسم الحياة الإسلامية، في جميع أدوارها الزمنية، في جانب العقيدة والأخلاق منها.
والصلاة فى الوضع الإسلامى عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، مثلها فى حياة المسلم كمثل نهر جار غمر(كثير الماء) على باب أحدكم على حد تعبير رسول الله e يغتسل منه كل يوم خمس مرات.
وعن عبد الله بن قرط رضي الله عنه قال: قال رسول الله e :
"أولُ ما يُحاسَب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله.رواه الطبرانى فى الأوسط
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله e :
"لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا صلاة لمن لا طهور له، ولا دين لمن لا صلاة له، إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد". رواه الطبرانى فى الأوسط
"إن الرسول e رأى يوماً فيما يراه النائم تمثيلاً لتارك الصلاة يشبه التمثيل الذى تقدم. يقول صلوات الله وسلامه عليه:
.. فانطلقت فمررت على مَلَك وأمامه آدمى، وبيد المَلَك صخرة يضرب بها هامة الآدمى، فيقع دماغه جانباً، وتقع الصخرة جانباً.
ولما سأل e عن ذلك، قيل له:
"أولئك الذين كانوا ينامون عن صلاة العشاء الآخرة، ويصلون الصلاة لغير مواقيتها فهم يعذبون بها حتى يصيروا إلى النار".
يقول الإمام القشيرى:
سمعت الأستاذ أبا على الدقاق رضى الله عنه يقول:
إن نبينا e أتى للأمة بالمعراج على التحقيق، فإن الصلاة لنا بمنزلة المعراج.
وقد كان المعراج له e ثلاث منازل، من الحرم إلى المسجد الأقصى، ثم من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى، ثم منها إلى قاب قوسين أو أدنى.
فكذلك لنا الصلاة ثلاث منازل: القيام، ثم الركوع، ثم السجود، وهونهاية القربة.
قال الله تعالى:
﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ .العلق (19)