تكثير المــاء
ومعجزات تكثير الماء متواترة فى جملتها وجوهرها..
لقد رواها غير واحد من الصحابة، وروى كل حادثة منها عدة من الصحابة – رضوان الله عليهم – ولقد رُوِيَت فى أصَحِ الكتب، وفى أوثق المصادر، ونحن لا نَشُكُ فى أمرها.
يَنْبُع الماء من بين أصابع رسول الله
*عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: كُنَّا نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفاً.. كُنَّا مع رسول الله e فى سفرٍ فقَلَّ الماء، فقال: اطلبوا فضلة من ماء، فجاءوا بإناءٍ فيه ماء قليل، فأدخل يده فى الإِناء، ثم قال:"حَيِّ على الطَهُورِ المُبَارَك، والبركة من الله"... ولقد رأيتُ الماء يَنْبُع من بين أصابع رسول الله e رواه البخارى.
********
* حَدَّثنا هاشم بن القاسم، أخبرنا سليمان، عن ثابت قال: قُلْتُ لِأَنس: يا أبا حمزة حدثنا عن هذه الأعاجيب شيئاً شهدته، ولا تحدثه عن غيرك قال: صلَّى رسول الله e صلاة الظهر يوماً، ثم انطلق حتى قعد على المقاعد التى كان يأتيه عليها جبريل، فجاء بلال فنادى بالعصر، فقام كُلْ من كان له بالمدينة أهل: يَقْضِى الحاجة، ويَصُبُ من الوُضُوء وَبَقِيَ رجال من المهاجرين، ليس لهم أهل بالمدينة.. فأتى رسول الله e بقدح أروح (متسع)، فيه ماء، فوضع رسول الله e كَفَّه فى الإناء، فما وسع الإناء كفَّ رسول الله e كلها. فقال بهؤلاء الأربع فى الإناء، ثم قال:"ادنوا فتوضَّأوا" – ويده فى الإناء- فتوضأوا حتى ما بَقِيَ منهم أحد إلاَّ تَوَضَّأْ..
قال: فقلت: يا أبا حمزة، كم تراهم؟
فقال: ما بين السبعين والثمانين.(الطبقات لابن سعد)
*******
* عن عبد الله قال: كُنَّا مع رسول الله e فى سفر، فلم يجدوا ماء، فأتى بتور(إناء للشرب) من ماء، فوضع النبى e فيه يده، وفرج بين أصابعه... قال: فرأيتُ الماء يَنْفَجِرُ من بين أصابع رسول الله e فقال: حىِّ على الوضوء، والبركة من الله تعالى.
قال الأعمش: فأخبرني سالم بن أبي الجعد، قال:
قلت لجابر بن عبد الله: كم كان الناس يومئذ؟
قال: كنا ألفاً وخمسمائة .أخرجه البخارى
*******
*وعن جابر – رضي الله عنه – قال: عطش الناس يوم الحديبية، ورسول الله e بين يديه ركوة، فتوضأ منها، ثم أقبل الناس نحوه، قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ به، ونشرب إلا ما فى رَكوَتِك، فوضع النبي e يده فى الركوة، فجعل الماء يفورُ من بين أصابعه كأمثال العيون..
قال: فشربنا وتوضأنا... قيل لجابر: كم كنتم؟
قال :لو كنا مائة ألف لكفانا؛ كنا خمس عشرة مائة". رواه البخارى ومسلم
*******
*عن عبد الله قال:بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا ماء ،فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"اطلبوا من معه ماء".. ففعلنا فأتى بماء فصبَّه فى إناء ،ثم وضع كفَّه فيه ،فجعل الماء يخرج من بين أصابعه ،ثم قال:"حيِّ على الطَّهور المبارك،والبركة من الله"
فملأت بطنى منه ،واستقى الناس .رواه البخارى
* عن أنس ابن مالك ،أن نبى الله صلى الله عليه وسلم كان بالزوراء،فأتى بإناء فيه ماء :لا يغمر صاحبه ..فأمر أصحابه أن يتوضّأوا فوضع كفه فى الماء،فجعل الماء ينبع من بين أصابعه،أطراف أصابعه،حتى توضأ القوم..فقلت لأنس:كم كنتم؟
قال: "كُنَا ثلاثمائة".
*******
* عن عمران بن حصين –رضى الله عنهما قال: "كُنَّا فى سفرٍٍ مع النبى صلى الله عليه وسلم فاشتكى إليه الناس من العطش ،فنزل ،فدعا فلاناً كان يُسميه أبو رجاء ونسيه عوف – ودعا علياً فقال: "اذْهَباَ ،فابتغِيَا المَاء،فانطلقَا فتلقيَا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء ،فجاءا بها إلى النبى صلى الله عليه وسلم فاستنزلوها عن بعيرها ،ودعا النبى صلى الله عليه وسلم بإِناء ،ففرغ فيه من أفواه المزادتين ،ونودى فى الناس :اسقوا واستقوا ،قال :فشربنا عطاشاً أربعين رجلاً حتى رُوينا ،فملأنا كل قربة معنا وإداوة ،وأيم الله لقد أقلع عنها وإنه ليُخيل إلينا أنها أشد ملأةً منها حين ابتدأ.. أخرجه البخارى ومسلم
*******
المصدر: كتاب دلائل النبوة ومعجزات الرسول- للدكتور عبد الحليم محمود