العودة للصفحة الرئيسية

بركة اليتيم وشق صدره الشريف
شاء الله سبحانه وتعالى أن ينشأ صلى الله عليه وسلم يتيما حتى لا يقال:إنه استخدم نفوذ أبيه ،أو أنه استند إلى سلطان غير سلطان الله. وحتى إنه وهو طفل رضيع،وحين كانت تعرضه أمه على المراضع ،وكان من عادة المرضعات أن يأتن من البدية يبحثن عن طفل له أب حتى يجزل لهن العطاء ،نجد انه ما من إمرأة عرض عليها النبى محمد صلى الله عليه وسلم إلا وترفضه حينما عُلِم أنه يتيم الأب،لأن كلاً منهن كانت تريد المال من أبى الطفل إلا ما كان من حليمة السعدية التى لم تجد طفلاً لترضعه فعندما وجدت نفسها أنها هى الوحيدة التى لم تفز بطفل ترضعه ... قالت: والله إنى لأكره أن أرجع بين صواحبى لم آخذ رضيعاً، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه،عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة.
وتأخذ حليمة الطفل اليتيم فيمتلىء بيتها بالبركة ،وتجد ماشيتها المرعى فتسمن وتكبر،وماشية القوم كلهم لاتجد مرعى فى أرض بنى سعد الجدباء،وكانت أغنام حليمة تحلب اللبن الوفير وغنم قومها لاتحلب قطرة لبن، حتى كان القوم يقولون لرعاتهم :اسرحوا حيث تسرح  غنم حليمة السعدية.
وفى يوم من الأيام بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البادية يلعب مع عبد الله بن الحارث،وهو ابن حليمة مرضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأخوه فى الرضاعة جاء رجلان عليهما ثياب بيض،ثم أخذاه صلى الله عليه وسلم وشقا بطنه وصدره،واستخرجا من قلبه شيئاً أشبه بالعلقة السوداء ،ثم غسلا صدره بشىء يشبه الثلج ،ثم قال أحدهما لصاحبه :زنه بعشرة من أمته ،فرجحت كفته ،فقال:زنه بمائة من أمته فرجحت كفته،ثم قال:زنه بألف من أمته فرجحت كفته،فقال:والله لو وزنته بأمته كلها لرجحت كفته.
وقد قيل :إن الملكين نقيا قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو طفل من حظ الشيطان الذى يوجد فى قلب كل انسان ...حتى لايكون فى قلبه شىء إلا التوحيد..وهنا أسرع عبدالله إلى أمه وأبيه وهو منزعج..وقال لهما:إن أخى القرشي أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فشقا بطنه وصدره ...فخرجت حليمة وزوجها منزعجين ،فوجدا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً كأنه لم يصب بسوء.
المصدر:كتاب معجزات الرسل-للشيخ محمد متولى الشعراوى

************************