العودة للصفحة الرئيسية

الأمى الذى علم الدنيا كلها
اختار الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أمياً ،ومعنى أُمّي :أى كما ولدته أمه ،لم يتلق علماً من بشر،وكانت هذه الأمية شرفاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم..لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى الذى اختاره واصطفاه ليكون خاتم المرسلين ،أراد أن يعلمه سبحانه.
فلو أن رسول الله صلى اله عليه وسلم كان يقرأ أو يكتب لقالوا :أخذ العلم من الكتب الأولين،أو من حضارات الأمم الأخرى ،ولذلك اختار له الله سبحانه وتعالى أن ينشأ أمياً،حتى يعرف الجميع أن كل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه من الله تعالى ،ورغم هذا الاختيار وهذه الحكمة فقد غفلت عقول الكفار عنها.وادعوا أن رسول الله صلى لله ليه وسلم يعلمه بشر، وزعموا أنه جاء بهذا العلم من أساطير الأولين،ويرد الله تبارك وتعالى عليهم فيذكرهم بأن رسوله المصطفى وخليله المجتبى لم يقرأ كتاباً من قبل ولا يعرف الكتابة ،وذلك قوله سبحانه وتعالى:{ وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لأرتاب المبطلون} العنكبوت 48.
إذا.. فالحق سبحانه وتعالى يلفت البشرية كلها إلى أنه اختار أن يكون رسوله صلى الله عليه وسلم أمياً؛حتى يدحض مايدعيه أنصار الباطل وأعداء الإيمان ،من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بالقرآن من عنده،ولذلك فالحق سبحانه وتعالى يقول لنبيه:لو أنك كنت تقرأ أو تكتب قبل أن تأتيك النبوة ؛ فربما كان ذلك حجة لأنصار الباطل أن يقولوا:إن هذا القرآن من عندك،ولكنك لاتقرأ ولا تكتب، لم تقرأ كلمة واحدة فى حياتك قبل الرسالة،ولا كتبت كلمة واحدة.إذاً فحجتهم باطلة لا سند لها من الحقيقة ،وإنما هى مكابرة لعدم الإيمان وحجة للكفر، وحجتهم مردودة عليهم وفى ذلك يقول الله جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وسلم:{ قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولاأدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون} يونس:16 .
وهكذا كانت الأمية شرفاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضرورة للرد على دعاوى   الباطل، ويقيناً للمؤمنين ؛لأن كل ما أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو وحى من خالق الأرض والسماء.
المصدر:كتاب معجزات الرسل- للشيخ محمد متولى الشعراوى