العودة للصفحة الرئيسية

زهد النبي في بيته وشكوى زوجاته
يخطئ من يتصور أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يجد وقتا ينفقه في البحث عن متعة، ولو كانت حلالا.. أبيحت المتع لغيره واستأثر وحده بشقاء الجهاد والتشريع والاحتمال.. يخطئ من يتصور أن الرسول كان يعيش في بيته أفضل مما يعيش أقل المسلمين في عصره.. كانت حياته في البيت احتمالا وزهدا يفوقان الطاقة، حتي اشتكت بعض زوجاته، ومنهن من جاءت من بيت ثري كبيت أبي بكر أو بيت عمر.. واتحدت بعض زوجاته عليه يسألنه أن يزيد من النفقة، وهجر النبي زوجاته، وانتشرت شائعة تقول إنه طلقهن جميعا.. ثم نزلت آيات التخيير.. نزل القرآن الكريم يخير زوجات النبي بين حياة الشظف التي يحيينها في بيت النبوة، أو الطلاق..
قال تعالي في سورة (الأحزاب):
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا {28} وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)..
وانتهت الفتنة، وهدأ الصراع في بيت الرسول، صلي الله عليه وسلم..
واختارت زوجاته حياة الزهد والاحتمال والدار الآخرة، علي الدنيا..
ولم تكن مطالب زوجات النبي تتجاوز حدود المباحات.. غير أن الرسول كان أسوة للعالمين، وينبغي أن يعيش أسوة العالمين حياة زاهدة ليضرب المثل الأعلي في حياة من يتصدي لقيادة المسلمين..
ولقد عوض الله تعالي زوجات النبي عن تضحياتهن، ورفع درجاتهن فصرن أمهات للمؤمنين جميعا.. قال تعالي:
(النَّبِيُّ أَوْلَي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)..سورة الأحزاب
وتأكيدا لهذه الأمومة الروحية، شرع الحجاب الدقيق عليهن، وهو حجاب لم يشرع علي النساء المسلمات بنفس الدرجة..