بيعة العقبة الكبرى والهجرة إلى المدينة
عاود النبي كفاحه الصابر لنشر دعوة الله في الأرض..
وجاء عليه وقت أدرك فيه أن الدعوة الإسلامية قد حوصرت في مكة..
وبدأ الموقف متجمدا لغير صالح المسلمين.. وتحرك الرسول بدعوته خطوة..
أوحي الله إليه أن يهاجر.. انتهي الأمر، وبدأت رحلة المهاجر إلي الله.. بعد ثلاثة عشر عاما في مكة...
يريد الإسلام أن يبني دولته ويتحول من الحصار والدفاع إلي كسر الحصار والهجوم..
وليس كالهجوم وسيلة للدفاع عن النفس والعقائد..
في البداية وقع تحول صغير في موقف المسلمين..
انكسر الحصار حولهم حين وفدت قبائل من المدينة ودعاها الرسول إلي الإسلام فأجابت، وكان عرب المدينة يجاورون اليهود ويسمعون منهم عن نبي تبشر به صحف التوراة...
وخرج رسول الله، صلي الله عليه وسلم، في موسم الحج ليعرض نفسه علي قبائل العرب، كما كان يصنع في كل موسم..
كان عند العقبة.. فلقي جماعة من الخزرج..
قال لهم: من أنتم؟
قالوا: نفر من الخزرج..
قال: أمن موالي يهود؟
قالوا: نعم..
قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟
قالوا: نعم..
جلسوا معه فدعاهم إلي الله. وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن..
استمع إليه الرجال الستة صامتين، فلما انتهي صدقوه وآمنوا به وقبلوا ما عرضه من الإسلام عليهم، وحدثوه بأنهم تركوا قومهم يخوضون رمال الكراهية والحرب، فعسي الله أن يجمعهم بهذا الرسول الكريم.. أخبروه أنهم سيحدثون قومهم عنه، ويدعونهم إلي ما دعاهم إليه..وانصرف الرجال الستة عائدين إلي المدينة التي صار من حقها أن تسمي المدينة المنورة.. كان اسمها يثرب في الجاهلية، ثم تغير اسمها إلي المدينة المنورة..
شاء الله أن ينورها بالإسلام، وانطلقت الشرارة من مكة المحاصرة، إلي المدينة المنورة، الطيبة الودود.. ولم يكد الرجال الستة يعودون إلي المدينة وهم يحملون الإسلام في قلوبهم، حتي دخل الإسلام أكثر من بيت.
واستدار العام، وأقبل موسم الحج، وخرج من المدينة اثنا عشر رجلا، من الذين أسلموا- فيهم الستة الذين كلمهم الرسول في الموسم السابق- ولقيهم النبي بالعقبة.. وعقد معهم بيعته علي الإيمان بالله وحده، والدفاع عن دعوة الحق وإنسانية الإنسان..
وعاد الرجال إلي المدينة ومعهم أحد الثقات الأكفاء من رجال الإسلام.. وهو مصعب ابن عمير، ليكون رسول رسول الله في المدينة يُفقه الناس في دينهم، ويقرأ عليهم القرآن، ويدعوهم إلي الحق.. وانتشر الإسلام في المدينة. وبدأ أهل المدينة يتساءلون:
لماذا يُستضعف إخواننا المسلمون في مكة؟.. ولماذا يخرج الرسول ليدعو إلي الرحمة فلا يتلقي غير الكراهية؟. وحتي متي نترك رسول الله مضطهدا، مطاردا في جبال مكة؟.. وأي خير فينا إذا لم نصنع من جلدنا طريقا يمشي فوقه هنا في المدينة؟..
وهكذا رحل سبعون رجلا إلي مكة.. سبعون رجلا من أهل المدينة المنورة..
تسللوا إلي العقبة فرادي وجماعات.. أثمر الإسلام ثمرته الأولي في قلوبهم، فامتلأت حبا لله ورسوله والمسلمين.. وصار ألم المسلمين يعينهم علي تنائي الأمصار والديار، ويؤثر في نفوسهم ويحرمهم نعمة النوم، ومذاق اللقمة، ومعني الحياة..
جاء هؤلاء الأبرار يبايعون الرسول علي الدفاع عنه ونصرته وحمايته والموت في سبيله..
جاءوا يعطون بلا حدود.. ويقدمون بلا تحفظ. ويمنحون كل شيء للدعوة الجديدة..
جاءوا عاشقين.. والأصل في العاشق أن يعطي متصوراً أنه يأخذ..
تروي كتب السنة المطهرة ما وقع في بيعة العقبة الكبري، فتقول إن العباس بن عبد المطلب جاء مع النبي، وهو يومئذ علي دين قومه.. أراد أن يحضر أمر ابن أخيه ويستوثق له.. فلما جلس وتكلم قال كلمة تفيد أن محمدا في عزة من قومه ومنعة في بلده، لكنه يأبي إلا أن ينحاز لكم ويلحق بكم يأهل المدينة، فإذا كنتم ستوفون بعهده وتحمونه فخذوه، وإن خشيتم أن تخذلوه وتسلموه فمن الآن اتركوه في بلده.
كانت كلمة العباس بن عبد المطلب كلمة تنبعث من منابع العصبية القبلية وروابط الدم الأسرية.. وتجازو أهل المدينة كلمة العباس، فهو ليس علي دينهم، ولا يستطيع أن يدرك المدي الذي وصلوا إليه في حب الرسول.
انتظر العباس بن عبد المطلب جواب أهل المدينة، فقالوا له: قد سمعنا ما قلت.. فتكلم يا رسول الله، وخذ لنفسك وربك ما أحببت..
نريد أن نتوقف عند جواب هذا الطليعة المؤمنة من أهل المدينة.. ليتكلم رسول الله.. إن الجواب الذي يبحث عنه العباس بن عبد المطلب كامن في كلام النبي.. انتهي الأمر ولم يعد لهم بعد كلام رسول الله كلام..
يكفي أن يتكلم هو.. ليطيعوا هم.. ها هو أولاء يسألونه أن يأخذ لنفسه وربه ما أحب أن يأخذ... لم يعد لهم في أنفسهم ملك ولا تحكم..
وتكلم النبي، صلي الله عليه وسلم، فتلا القرآن ودعا إلي الله وتحدث عن الإسلام وبايعهم علي أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناؤهم فبايعوه..
هكذا تمت بيعة العقبة الكبري.. ولقد أدرك هؤلاء المختارون من الله، أنهم سيدعون إلي سيوفهم قريبا، وسيدعون إلي الموت تحت ظلال السيوف.. وطمأنوا الرسول إلي أنه سيجدهم أبناء الحروب ورثوها كابرا عن كابر..
وأثار أحد السبعين مسألة مهمة.. قال أبو الهيثم: إن بين عرب المدينة واليهود حبالا، وإنهم لقاطعوها، فما هو الموقف إن فعلوا ذلك وخاصموا اليهود، ثم نصر الله النبي، وأظهره علي قومه، فعاد إليهم وتركهم تحت رحمة اليهود...؟
لاحظ أن السؤال يلف ويطوف حبا حول النبي.. ورغبة في بقائه معهم علي امتداد الأيام والشهور.. إن القضية التي طالب العباس بن عبد المطلب بإيضاحها، وهي قضية حمايتهم للنبي، ليست واردة في نقاش المختارين من أهل المدينة.. القضية التي يحرصون عليها هي قضية حماية النبي لهم هم، هي بقاؤه معهم بالمدينة..
تبسم النبي وقال كلمته التي تضع أواصر العقيدة فوق أواصر الدم..
قال: بل الدم الدم والهدم الهدم.. أنا منكم وأنتم مني.. أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم. انصرف أهل المدينة عائدين إلي بلادهم، وتسربت أنباء هذه البيعة إلي رؤساء مكة ومشركيها، فزادوا من ضغطهم علي رسول الله والمسلمين.. واجتمع جبابرة مكة في دار الندوة, وقرروا اتخاذ قرار حاسم بشأن النبي، اقترح أحدهم أن يقيد في الحديد، ويلقي في السجن حتي يموت جوعا.
واقترح أحدهم أن ينفي من مكة ويطرد منها وتنفض قريش يدها منه.
واقترح أبو جهل أن يأخذوا من كل عائلة من عائلات قريش شابا قويا، ثم يعطوا كل واحد فيهم سيفا باترا، ثم يضربوه ضربة رجل واحد، فإذا قتلوه تفرق دمه في القبائل كلها، وعجزت بنو هاشم عن قتال العرب جميعا.. وقبلت فيه الدية..
أحكمت أطراف المؤامرة، واتفق علي موعد التنفيذ، وكشف القرآن الكريم تدبير الذين كفروا في قوله تعالي:
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)...
أوحي الله إلي نبيه أن يهاجر.. وأخذ النبي بأسباب النجاح كلها في البداية.. كتم أمره فلم يحدث به حتي صاحبه الذي علم أنه سيرافقه.. واستأجر عليه الصلاة والسلام دليلا خبيرا يعرف الصحراء مثلما يعرف خطوط كفه.. ومن المدهش أن هذا الدليل كان مشركا.. وهكذا استعان النبي بأهل الكفاية دون نظر إلي عقائدهم أو اهتماماتهم..
وجاءت ليلة تنفيذ الجريمة.. وأمر رسول الله، صلي الله عليه وسلم (علي بن أبي طالب) أن ينام في فراشه هذه الليلة، وجاء منتصف الليل فخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم من بيته.
كان فتيان مكة يحاصرون البيت، وقد توشحوا سيوفهم.. وأمسك النبي قبضة من التراب ورماها علي القوم فنعسوا، واخترق النبي حصارهم.. خرج من مكة مهاجرا..
بهذه الخطوة المباركة يؤرخ المسلمون أعوامهم.. السنة في الإسلام سنة هجرية..
يؤرخ لعيسي بمولده.. وهذه هي السنة الميلادية، أما أعوام الإسلام فيؤرخ لها بأول خروج في سبيل الله..
وأول خروج من مركز الضعف والحصار والاضطهاد.. إلي مركز القوة والانتشار والهجوم.. لم تكن هجرة الرسول فرارا من الاضطهاد فحسب، وإنما كانت سأما من التجمد.. لم تكن الهجرة خروجا إلي الأمن، وإنما كانت خروجا إلي الخطر، كان الإسلام في مكة يدافع عن نفسه بمجرد الدفاع، وحين خرج إلي المدينة دافع عن نفسه بالهجوم..
وطوال الأعوام التي قضاها النبي في مكة، لم يحمل أحد من المسلمين سلاحا في سبيل الله..
وحين خرجوا إلي المدينة بدأ حمل السلاح، وبدأ مد المعارك، وبدأ الإسلام يحمل السيف مثلما يحمل الجراح مشرطه للشفاء والصحة..
أدرك النبي أن الإسلام لن يقضي عمره في صد الهجوم عن نفسه.. يريد الإسلام أن ينتشر.. يريد الإسلام أن يؤسس دولته الأولي.. وهي دولة لا نعرف دولة غيرها من دول الأرض بلغت ما بلغته من عدالة ورحمة وواقعية ومثالية وتفان في الله واحترام للإنسان..
هذا هو عمق الهجرة البعيد..
تأسيس دولة الإسلام.. بعد بناء الفرد يبني المسجد ثم تبني الدولة.. بعدها تنطلق الدعوة.. لا نحسب القارئ سيسأل: فما بال بناء المساجد يزيد، وينحسر الإسلام من الأرض ويضطهد...؟ نحسب القارئ أذكي من أن يجهل أن المسجد الذي خرج الرسول لبنائه في المدينة لم يكن استراحة من مغارم الحياة، وإنما كان مركزا لقيادة معارك الإسلام، معركة بعد معركة.. كان الناس يغتسلون في المساجد بنور الله، بعدها يغتسلون في المعارك بدمائهم...
كان السؤال: أيهم يقتل في سبيل الله قبل أخيه؟ وكان السباق بينهم علي ذلك..
بهذا انتشر الإسلام..
لجأ النبي إلي كهف في جبل اسمه ثور.. دخل الكهف مع صاحبه أبي بكر.. وانطلق المشركون بالسيوف، وقد أهاجهم إفلات الصيد.. فوصلوا إلي الجبل.. وقال أبو بكر لصاحبه منزعجا:
لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا..
رد الرسول مطمئنا: يا أبا بكر، ما ظنك بإثنين الله ثالثهما..؟
قبل أن ينتهي النبي صلي الله عليه وسلم من كلمته، كانت العنكبوت قد انتهت من نسج بيتها علي باب الغار.. تروي كتب السيرة أن المشركين اقتفوا الأثر حتي إذا بلغوا جبل ثور، اختلط عليهم الأمر، فصعدوا الجبل فمروا بالغار، فرأوا علي بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل ها هنا أحد، لم يكن نسج العنكبوت علي بابه... فمكث فيه ثلاث ليال.. وانتصر إيمان نسيج العنكبوت اللين، علي حديد السيوف المصقولة المشركة، ونجا النبي وصاحبه..
وحين اطمأن المهاجران إلي الله، إلي أن البحث عنهما قد فتر.. خرجا إلي المدينة..
وخرجت المدينة إليهما.. وحين دخل الرسول وصاحبه المدينة، لم يعرف الناس بادئ ذي بدء أيهما الرسول الكريم وأيهما صاحبه.. من فرط تواضع الرسول، ومعاملته لصاحبه بأخوة الإسلام..
أخيرا نوَّر النبي المدينة..
بني مسجده، وأسس دولته، وحارب أعداءه، ونشر الإسلام، وفتح مكة، وطهر البيت الحرام، وألقي في العقول والقلوب نورا لا ينطفئ..
مرت عليه عشر سنوات لم يسترح فيها يوما في المدينة..
ومرت عليه قبلها ثلاثة عشر عاما في مكة لم يسترح فيها يوما..
إن الأثقال الهائلة التي احتملها ظهره الشريف كانت أقوي من احتمال الجبال، وهو رجل واحد، لكنه حمل أمانة عرضها الله تعالي في بدء الخلق علي السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها.
وجاء هو واحتملها كاملة وأداها كاملة.. أمانة التبليغ عن الله، وأمانة تنقية العقل البشري من الأوهام والخرافة، وأمانة السجود لله وحده..
وانساب في ذاكرة النبي تيار من الصور الحية وهو يدخل المدينة..
مر أمام العقل موكب الذكريات..
ها هو ذا الوحي يتنزل عليه بالرسالة في غار حراء.. أي خوف مشفق وسلام عميق أحسهما علي التعاقب؟.. ثم تغير المنظر وهبت زوبعة من الكراهية، وحملت أيدي الرياح رمالا وشائعات واتهامات وألقتها في وجهه..
وقف يبتسم بشفتيه وقلبه حزين وسط أمواج الصحراء والوحدة وعواصف الشقاء..
قال كلمته.. رغم بساطة الكلمة، فقد أثارت عليه الدنيا.. تحركت الأصنام العديدة التي تملأ الحياة، وسلحت نفسها بالظلام والحقد وسارت نحوه..
الرئاسات والحكام والنقود والذهب والأوضاع السائدة وأحقاد الشيطان القديمة وتعدد المنافقين.. صار هذا كله للنبي في اللحظة التي قال فيها لا إله إلا الله وحده..
وتذكر ورقة بن نوفل حين حدثه عما وقع له في غار حراء.. ألم يقل له ورقة: أن قومك سيخرجونك..؟ انسابت أيام الهجرة الطويلة الشاقة يوما وراء يوم.. كانت الشمس قريبة من الرءوس، والحر قاتلا، والصداع عظيما..
ها هو ذا يدخل المدينة بعد الهجرة.. استقبله الأنصار أكرم إستقبال.. جاءهم وحيدا فنصروه.. خائفا فأمنوه.. جائعا فأطعموه.. مطاردا فالتفوا حوله...
وبدأ بناء الإسلام في المدينة.. بدأ بناء دولته بعد أن تم بناء إنسان هذه الدولة..
الإنسان أولا وبعد ذلك الدولة..
لا قيمة لنظام يعتمد علي المبادئ العظيمة التي لا تزيد عن كونها حبرا علي ورق..
إن تطبيق المبادئ هو المعيار النهائي لقيمة أي نظام ولقد نبع من تطبيق الإسلام في أيامه الأولي نظام لن تعرف البشرية له مثيلا في العدل والإخاء والرحمة.. وليس ذنب الإسلام أنه انقلب علي أيدي الخلف إلي رسوم وأشكال زخرفية.. هذا ذنب الخلف وليس ذنب الإسلام.
كان أول شيء فعله الرسول أن بني مسجده حيث بركت ناقته..
جاء المسجد بسيطا.. فراشه الرمال والحصباء، وسقفه الجريد وأعمدته جذوع النخل، وربما أمطرت السماء فأوحلت أرضه، وربما هبت الرياح فنزعت جزءا من سقفه .. وقد تفلت القطط والكلاب إليه فتغدو وتروح فيه..
في هذا البناء المتواضع، ربي الرسول رجالا أدبوا الطغاة، وكسروا الجبابرة وأعادوا الحقيقة لعرشها المهجور، ونشروا الإسلام في الأرض..
كان المسجد صغيرا فقيرا، يمتلئ بالعمالقة.. ولم يكن شامخا مزخرفا يمتلئ بالأقزام.. كان القرآن يتلي في المسجد، فيعتبر من يستمعون إليه أنهم يتلقون أوامر يومية للتطبيق والتنفيذ، ولم يكن القرآن يتلي في المسجد غناء وتطريبا فيتصايح الجالسون إعجابا بأداء المغني وصوت القارئ..
والمسجد في الإسلام ليس هو المكان الوحيد للعبادة.. الأرض عند المسلمين كلها مسجد.. إنما هو رمز لحضارة تؤمن بالله واليوم الآخر، كما تؤمن بالعلم والحرية والأخوة..
ولقد تحدث الأنبياء جميعا عن الإخاء، ودعوا إليه بآلاف الكلمات.. أما رسول الله، فقد حقق الإخاء عمليا، حين صار طبع الناس هو القرآن..
نزل المهاجرون علي الأنصار.. ووقف الأنصار أنبل موقف يمكن للإنسان أن يقفه.. ألغيت أخوة الدم، وأرسيت أخوة العقيدة..