بلاغته
كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قرشيا قد نشأ فى قريش، وهى أفصح اللهجات العربية، وكان يحضر أسواق مكة فى موسم الحج، ويتذوق ما ينشد فيها من شعر.
ولذلك كان النبى محمد بن عبد الله صلى الله تعالى عليه وسلم أفصح الناس منطقا، ينطق بالحكمة وفصل الخطاب، فهو إذا أرشد كانت ألفاظه كالجوهر تنثر بين الناس من غير بهرجة، وفيها جوامع الكلم وفصل الخطاب.
وإذا تحدث عن معاملات الناس وفى سمرهم الذى لا مجون فيه كان كلامه النمير العذب يسرى فى النفوس سيران النسيم العليل والماء العذب، ينعش القلوب، ويروى ظمأ النفوس.
هذا وصف لكلام النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بعد أن بعثه الله تعالى ،وهو غاية ما كان منه قبل البعثة ، هو اصطفاء الله تعالى ليكون موضع رسالته ، ومبلغ وحيه ،كان يجمع بين الإيجاز والوضوح، وألفاظه قليلة، ومعانيه كثيرة من غير تعقيد ولاأعظال، بل هو السهل الذى لا توعر فيه ، ترى فى كلامه عليه الصلاة والسلام جمال الألفاظ من غير تكلف، وحلاوة اللفظ من غير تحسين ولا تزيين، فهو الجمال الطبيعى الذى لا طراوة فيه ، ولا جفوة، ولا خشونة.
وكان فيه معانى الإلهام، وجملة الله تعالى بالصفاء، لأنه خرج من نفس صافية، وقبل مفعم بالإيمان والصدق، فكان صافيا كنفسه خاليا من الشوائب خلو نفسه منها.
وقد وصفه الجاحظ، فقال "الكلام الذى قل عدد حروفه، وكثر عدد معانيه، وجل عن الصفة، ونزه عن التكلف، استعمل المبسوط فى موضع البسط، والمقصور فى موضع القصر، فلم ينطق إلا عن ميراث حكمة، ولم يتكلم إلا بكلام حفَّ بالعصمة، وشُدَّ بالتأييد، ويُسِّرَ بالتوفيق، وهذا الكلام الذى ألقى الله تعالى المحبة عليه، وغشَّاه بالقبول، وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبين حسن الإلهام، وقلة عدد الكلام، وهو مع استغنائه عن إعادته، وقلة حاجة السامع إلى معاودته. لم تسقط له كلمة، ولا زلت له قدم، ولا بارت له حجة، ولم يقم له خصم، ولا أفحمه خطيب، بل يبدأ الخُطَب الطوال بالكلام القصير، ولا يلتمس إسكات الخصم إلا بما يعرفه الخصم، ولا يحتج إلا بالصدق، ولا يهمز ولا يلمز، ولا يبطئ ولا يعجل ولا يهب، ولا يحصر، ثم لم يسمع الناس بكلام قط أتم نفعا، ولا أصدق لفظا، ولا أعدل وزنا، ولا أجمل مذهبا، ولا أكرم مطلبا، ولا أحسن موقعا، ولا أسهل مخرجا، ولا أفصح فى معناه، ولا أبين عن فحواه، من كلامه صلى الله تعالى عليه وسلم".
وإنه قد اجتمع له عليه الصلاة والسلام مع سلامة المعانى حسن اختيار الألفاظ المناسبة فى الحال المناسبة من غير أن يقرع الأسماع، بكلام له رنين، بل بكلام يدخل على القلوب فى أناة ورفق فينساب فيها انسياب النمير العذب، ويكون ثمة تناسق بين المعنى الكريم، واللفظ الجميل من غير إعنات للأفهام، ولا إرهاق للأسماع.
فكان كلامه صلى الله تعالى عليه وسلم يكون بأناة، غير مندفع فى القول، ولا متابع له فى استعجال، حتى إن عائشة رضى الله تعالى عنها تروى أن حديثه لو عدَّ السامع حروفه عداً لأحصاها.
وإن ذلك هو أفصح النطق،وأبلغ الإلقاء ذلك لأن الإمهال فى القول يجعل السامع يتذوق جمال الألفاظ ويتأمل المعانى، ويستحفظ ما قال القائل، ويتابعه فى أفكاره من غير إعنات لنفسه، ولا ملال، إن الملل يعترى السامع، إذا فاته تتبع المعانى وإدراك المرامى والغايات.
ومنطق النبى صلى الله عليه وسلم كان خاليا من الفأفأة والتمتمة، وكل عيوب الكلام فى صوت هادىء عميق يجمله الصدق ويدخله فى مداخل النفس ،ويوجه الرشد إلى الحق،ونغمات صوته هادئه قوية فى صوت غير أجش، ولا جفوة، ولكن اِلْتَقَى فيه عمق النغم الفطرى بجمال الصوت ،وجهارته فى غير ضجيج ولا صخب.
قد سأل هند بن أبى هالة ربيب النبى عليه الصلاة والسلام من خديجة أم المؤمنين، وكان هند رجلا وصافا، سأله حب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال: قلت صف لى منطقه، قال: "كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، متواصل الأحزان، دائم الفكر ليس له راحة، ولا يتكلم فى غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه (أى يستعمل جميع فمه عند الكلام ،فلا يتكلم بطرف اللسان ،بل يقبل على القول إقبال المهتم به). ويتكلم بجوامع الكلم، فضلا، لا فضول فيه، ولا تقصير، لا يذم شيئاً ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه إذا تعرض أحد للحق بشيء حتى ينتصر له، إذا أشار فبكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها فضرب بإبهامه اليمنى راحته اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام".
وإن هذا يدل على أنه عليه الصلاة والسلام كان يعلم كل لهجات العرب، وقد أتاه ذلك من إقامته بمكة المكرمة التى كان يتلقى فيها بقبائل العرب، فى موسم الحج، مع حرص على تعرفها، وذكاء مدرك لها، وتحصيل واع لكل ما يسمع، وحفظ لكل ما يجرى حوله. ولقد ذكر بعض الرواة أنه كان يعرف ألفاظا كثيرة من الفارسية، والرومانية، وإن لذلك شاهدا من كتبه للرومان، فقد جاء فى ذلك الكتاب: "أسلم تسلم، وإلا فعليك إثم البريسيين"، وهذا لفظ رومانى استعمل فى معناه الدقيق، وهم العامة والزراع وغيرهم من الدهماء.
وإن تعلمه لهجات العرب وفوارق لغاتهم يدل على أن الله تعالى كان يعده لهذه الرسالة الإلهية العامة، ولقد ساق القاضى عياض شواهد من كتبه عليه الصلاة والسلام إلى همذان، ووائل بن حجر، ووازنها بكلام قريش فى الصدقات.
وذكر أن لمحمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام عبارات لم يسبق بها، فقال رضى الله تعالى عنه:
وقد جمعت من كلماته التى لم يسبق إليها، ولا قدر أحد أن يفرغ فى قالبه عليها، كقوله حمى الوطيس، ومات حتف أنفه، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، السعيد من وعظ بغيره".
- إن اللفظ يجىء سهلا، نجد فيه الجمال الطبيعى، مع الإيجاز، وإحكام المعنى، والاتجاه إلى مقصد القول، وتصوره أحيانا بالحقيقة، ويكون لها جمال كجمال الطبيعة، أقرأ إن شئت قوله صلى الله تعالى عليه وسلم، فى الدعوة إلى القناعة، والرضا بالقليل. "ليس الغِنَى عن كثرة العرض، ولكنَّ الغِنَى غِنَى النفس" وقوله فى الدعوة إلى ضبط النفس: " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عن الغضب" وهكذا التعبير السهل العميق فى معناه يسرى فى كلام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فى كل توجيهاته، ولذلك سرعان ما تحفظ، فهو كلام يقال ليحفظ.
وإن من خصائص البلاغة النبوية أنها لا تعلو العقول الفطرية، فهى تدركها فى أيسر كلفة مع جلال المعنى وعمقه وقوة نفوذه فى النفوس، والخاصة يجدون فيه علم مالم يعلموا. انظر إلى قوله عليه الصلاة والسلام فى بيان وحدة الأمة الإسلامية وما ينبغى لتعاونها: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وقوله : "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم، كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". ومثل قوله عليه الصلاة والسلام فى فضل العمل، وأن يكفى كل إنسان مئونة نفسه ويستعد لمعونة غيره للاستعانة به "اليد العليا خير من اليد السفلى" وقوله فى الأمر لا يختلف فيه "ولا ينطح فيه عنزان" وقوله عليه الصلاة والسلام فى توزيع خيرات الله تعالى فى أرض الله، كل أرض بحصتها من الرزق: "كل أرض بسمائها" وقوله فى الرفق بالنساء وقد سار السائق يسوق رحالهن بعنف: "رويدك رفقا بالقوارير".
وإن هذه التعابير جلها جديد فى العربية لم يسبق بها فى قول قائل، وهى واضحة المعنى بينة المقصد، لا تعلو على العامة، ولا تجفو عنها آذان الخاصة، بل كل الناس يجد فيها علما لم يكونوا به عالمين.
- أن كلامه عليه الصلاة والسلام من جوامع الكلم، فيه حكمة، وفيه ألفاظ قليلة ومعان جديدة لم تكن معروفة. انظر إلى قوله عليه الصلاة والسلام، وقد سئل: أنحاسب على ما تنطق به ألسنتنا. فقد قال عليه الصلاة والسلام مجيبا" وهل يَكُبُّ الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" وقوله فى صلة الرحم عند المنابذة والقطيعة : "ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل من يصل رحمه عند القطيعة، ومثل قوله "رحم الله عبدا قال فغنم أو سكت فسلم".
- وإنه من الظواهر العامة فى كلامه عليه الصلاة والسلام أنه يخاطب العقل والوجدان من غير استكراه للألفاظ أو تكلف فى المعانى، بل كل ذلك يجرى سهلا طيبا قيما. فيه إرشاد وتوجيه، اقرأ قوله عليه الصلاة والسلام يدعو المؤمنين إلى أن يكونوا إيجابيين فى أقوالهم وأفعالهم،لا يتبعون من غير تفكير: "لا يكن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس تحسنوا، وإن أساءوا فتجنبوا الإساءة".
- خُلُو كلامه عليه الصلاة والسلام من الصناعة البديعية، فهو بديع فى ذاته من غير صناعة، وقد يجيء أحيانًا فى كلام الرسول بعض السجع، ولكنه سجع غير مقصود، بل هو من إحكام القول، فمثلا قوله عليه الصلاة والسلام : "رحم الله عبدا قال فغنم أو سكت فسلم" لا شك أن فيه سجعا، أو ما يقرب منه، ولكن التكلف غير موجود، وإن كل لفظ منه موضوع فى معناه، لو أردت أن تغيره ما طاوعك المعنى. فهو عليه الصلاة والسلام، لا يقول إلا حكما، ولا ينطق إلا فصلا، وتلك غاية قوله، فإن كانت حلية، فهى الحلية التى لا تكلف فيها، ولا استكراه فى نسقها، أو محاولة الصناعة التى تغطى الكلام الفطرى، وتغشاه بغواش من ضجيج الأوزان.
إن الجمال الفطرى فى القول، والحسن اللفظى من غير تحسين، بل السجع الذى يكون كسجع الحمام. يأتى من غير إعمال ولا قصد إليه، حتى فى بيان الحقائق الشرعية، ودقيق المعانى الفقهية، ففى بيان الشروط الباطلة المقترنة بالعقود، وأساس البطلان فيها ، يقول عليه الصلاة والسلام "ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست فى كتاب الله. ما كان من شرط ليس فى كتاب الله تعالى فهو باطل، وإن كان مائة شرط، قضاء الله حق، وشرط الله تعالى أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق".
ألا ترى أنه كلام جميل جاء فى نسق محكم، والحسن فيه باد من غير تحسين، والجمال فيه بارز من غير تجميل، وهو مع كل هذا فقه عميق، يدرك مغزاه الفقهاء، ويعرف معناه من لم يبلغوا فى الفقه شأنا.
- وإنه أحيانا يجيء كلامه القصصى الذى يحكى قصة فى أسلوب تصويرى، تنطق فيه حقائق القصة وأبواب العبرة فى كلام مرسل سهل، يمكن القارئ أو السامع من أن يصل إلى غايتها، ويدرك معانى هدفها الصادق من غير إسراف فى اللفظ، ولا نقص فى الأداء، ولكن وفاء وكمال فى غير حشو، ولا لغو، وإليك قصة أصحاب الغار بينما ثلاثة نفر يمشون فأخذهم المطر، فآووا إلى غار فى جبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل، فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله، فادعوا الله تعالى بها لعلَّ الله يفرجها عنكم، فقال أحدهم. اللهم إنه كان لى والدان شيخان كبيران، وامرأتى، ولى صبية صغار أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم حلبت فبدأت بوالدىّ فسقيتهما قبل بنى، وإنه نأى بى ذات يوم الشجر، فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب، فقمت عند رءوسهما، أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أسقى الصبية قبلهما والصبية يتضاغون عند قدمى، فلم يزل ذلك دأبى ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا منها فرجة نرى منها السماء.
ففرج الله منها فرجة، فرأوا منها السماء.
وقال الآخر اللهم إنه كانت لى ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، وطلبتها فأبت، حتى أتيها بمائة دينار فتعبت حتى جمعت لها مائة دينار فجئتها بها، فلما وقعت بين رجليها قالت يا عبد الله اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها، فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا منها فرجة، ففرج لهم.
قال الثالث: اللهم إنى كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز (مكيال لكيل الحب) فلما قضى قال أعطنى حقى، فعرضت عليه فرقه، فرغب عنه، فلم أزل أزرعه، حتى جمعت منه بقرا ورعاءها، فقال: اتق الله تعالى، ولا تظلمنى حقى. فقلت: اذهب إلى تلك البقر ورعائها، فخذها، فقال: أتهزأ بى، اتقى الله ولا تستهزئ بى فقلت إنى لا استهزئ بك خذ ذلك البقر ورعاءها، فأخذه فذهب.
فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فرج لنا ما بقى، ففرج الله ما بقى.
وإننا نقف عند القصة الصادقة، فإنا نجد العبارات السهلة المستقيمة، وبجوارها التصوير للأفعال التى تنبعث من القلوب،ويقصد بها فاعلها وجه الله تعالى، والحديث واضح فيه مع صدق القصة والعبر والمعانى التى ذكرها الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ومنها يبرز:
أولاً: أن الأعمال بالنيات، وأن الله تعالى لا يقبل إلا الطيب من الأعمال، ولا يكون العمل طيبا إلا إذا قصد به وجه الله، وابتغاء ما عنده لا يريد جاها، ولا شرفا ولا مالا، إنما يريد الله تعالى، كما قال عليه الصلاة والسلام : "لا يؤمن أحدكم، حتى يحب الشيء لا يحبه إلا لله".
وثانيا: أن قدر الله تعالى يسير على نظام محكم فى عمله، وبحكمه بالغة يقدرها، وأنه سبحانه وتعالى ينزل الفرج، لمن يتجه إليه، وأنه يجبى دعوة المكروب، لخير قدمه، ولإخلاص قلبه.
ويدل ثالثا: على أن الله سبحانه وتعالى يجارى المؤمن بالأفعال التى يتجه فيها إلى العمل الإيجابى الذى ينفع الناس، وخصوصا الأقربين، كما رأيت فى الخبر الذى قدمه الرجل الأول، من إحسان إلى أبويه، وتقديمهما على أولاده الصبية الصغار.
ويدل رابعا: على أن الوفاء بالحق فضيلة الإسلام، وأنه ليس بقريب من الله من أكل حقوق غيره، وأقرب الناس من أعطى كل ذى حق حقه، وتدل القصة فى ضمن ذلك على أن أجر العامل يجب أن يوفى، وأن يعطى العامل أجره قبل أن يجف عرقه، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
هذا وإن إحكام القول ليبلغ فى الأخلاق والمعاهدات التى عقدها النبى عليه الصلاة والسلام أعلى البلاغة، فهو يعقد المعاهدات، ولا يترك فيها حقا إلا سجله فى عبارات واضحة مانعة من الجهالة التى تفضى إلى نزاع فى فهمها. ولا يترك فيها واجبا عليه إلا دوَّنه فى عبارات صريحة لا التواء فيها ولا تحيف، بل هى صريحة كاملة الشروط، لأن مقاطع الحقوق عند الشروط.
ولو أن ساسة هذا العصر درسوا مخلصين وثائق المعاهدات التى أملاها النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، وأرادوا متجهين إلى الحق أن يحرروا معاهدات خالصة لوجه الحق، لا يجدون ثروة يأخذون منها إلا معاهدات النبى الأمى، وسيكون لذلك فضل من الكلام عند التعرض لسياسته إن شاء الله سبحانه وتعالى.