نبوءته وإخباره أن دينه سيعم الجزيرة كله :
فعن خباب بن الأرت قال : (شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ متوسد بردة في ظل الكعبة ، فقلنا : ألا تستنصر لنا الله تبارك وتعالى ، أو ألا تستنصر لنا ؟
فقال : قد كان الرجل فيمن كان قبلكم يؤخذ فيحفر له في الأرض ، فيجاء بالمنشار على رأسه فيجعل بنصفين فما يصده ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب فما يصده ذلك ، والله ليتمن الله عز وجل هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله تعالى ، والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون) ـ رواه أحمد .
وقد وقع هذا الأمر في حياته صلى الله عليه وسلم فدانت الجزيرة كلها بالإسلام ، وآمن الناس فيها من أقصاها إلى أقصاها .. وكان تصور هذا ضرب من الخيال ، فقد كان القتل وقطع الطريق والإغارة والنهب والسلب في كل ركن من أركانها إلا المسجد الحرام فقط .