العودة للصفحة الرئيسية

نبوءته وإخباره صلى الله عليه وسلم
بيأجوج ومأجوج
قال تعالى (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدث ينسلون) سورة الأنبياء آية 96 .
وقال تعالى (قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا) ـ سورة الكهف آية 94 .
الفتن تتوالى ، وما أن يخرج المسلمون من فتنة ويحمدوا الله على الخلاص منها ، إذا هم بفتنة جديدة لا تقل خطرا عن سابقتها ، فهاهم قد انتهوا من الدجال ، وقد قتله الله على يدي عيسى بن مريم عليه السلام ، وقد أحاط بعيسى عليه السلام قوم وهو يحدثهم عن درجاتهم في الجنة ، وقد عصمهم الله من الفتنة الدجال ، وقد أبلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من نجا من فتنته فقد نجا .
وما زالوا يحفرون في السد حتى يخرقونه فيخرجون إلى الناس وعيسى عليه السلام يحدث المؤمنين عن منازلهم في الجنة وفجأة يطلب إليهم عيسى بوحي من السماء أن يحصنوا أنفسهم بالطور ، فقد أخرج الله عبادا لا قبل لأحدهم بقتالهم وهم يأجوج ومأجوج ، ولا تقل فتنتهم عن فتنة الدجال الذي يدعي الألوهية وهم يدعون قدرتهم على قتل من في السماء تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً .
من البشر ذرية آدم
يأجوج ومأجوج من البشر من ذرية آدم خلافا لمن قال غير ذلك وذلك لما روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري ـ واللفظ للبخاري ـ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يوم القيامة يا آدم .
فيقول : لبيك ربنا وسعديك
فينادي بصوت : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار .
قال : يا رب وما بعث النار ؟
قال : من كل ألف ـ أراه قال ـ تسع مئة وتسعة وتسعين : فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .
فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يأجوج ومأجوج تسع مئة وتسعة وتسعين ومنكم واحدة ، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض ، أو كشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود ، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة يخرجون على الناس بمشيئة الله تعالى .
روى أحمد وأبو داود والحاكم وابن حبان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فسنحفره غدا ، فيعيده الله أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس ، حفروا ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الذي عليهم : ارجعوا ، فستحفرونه غدا ، إن شاء الله تعالى ، واستثنوا ، فيعودون إليه وهوة كهيئته حين تركوه ، فيحفرونه ، ويخرجون على الناس ، فينشفون الماء ، ويتحصن الناس منهم في حصونهم ، فيرمون بسهامهم إلى السماء ، فترجع عليها الدم الذي أجفظ فيقولون : قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء ، فيبعث الله نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها " .
كيف يقتلهم الله عز وجل فيرسل عليه النغف في رقابهم وفي رواية دودا كالنغف في أعناقهم (ويكون في أنوف الإبل والغنم) فيصبحون موتى كموت نفس واحدة لا يسمع لهم حس ـ رواه مسلم .
أي يرسل عليهم النغف ، فيأخذ بأعناقهم ، فيموتون موت الجراد ، يركب بعضهم بعضا .
الدواب ترعى لحومهم وتسمن عليها .
ففي حديث أبي سعيد الخدري وفيه : .. فيخرج الناس ، ويخلون سبيل مواشيهم ، فما يكون لهم رعي إلا لحومهم ، فتشكر عليها كأحسن ما شكرت على نبات قط .
مقتلهم عند جبل بيت المقدس
ففي حديث النواس بن سمعان وفيه... ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس .
أسلحتهم وقود للمسلمين
روى ابن ماجة والترمذي نحوه عن النواس ، سيوقد المسلمون من قسى يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين .
المطر الغزير لإزالة آثارهم:
ففي حديث النواس ، وفيه .. ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه الأرض ، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم (دسمهم ورائحتهم الكريهة) فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت (نوع من الجمال) فتحملهم ، فتطرحهم حيث يشاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر (هو الطين الصلب) ولا وبر ، فيغسل الأرض ، حتى يجعلها كالزلفة (المرآة في صفائها ونظافتها) .
طيب العيش وبركته بعد الخلاص منهم :
ففي حديث النواس ، وفيه ... ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرتك وردي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابة (الجماعة) من الرمانة ، ويستظلون بقحفها ، ويبارك في الرسل (اللبن) ، حتى إن اللقحة (قريبة العهد بالولادة) ، من الإبل لتكفي الفئام (الجماعة الكثيرة) من الناس ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ (الجماعة من الأقارب) من الناس .